يقول أغلب علماء التراجم أن دهاة العرب أربعة، هم: عمرو بن العاص، معاوية بن أبي سفيان، المغيرة بن شعبة، زياد بن أبيه، ومنهم من زاد عن ذلك ولكن أغلب كتب التاريخ على أنهم أربعة، ويذكر عن الأصمعي أنه قال أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول: (أنا للأناة، وعمرو للبديهة، وزياد للكبار والصغار، والمغيرة للأمر العظيم)، ولذلك نقدم لكم في مقال اليوم سبب تسمية دهاة العرب بهذا الاسم وما يدل على دهاء عمرو ومعاوية.

من هم دهاة العرب؟

يذكر أن دهاة العرب أربعة، ومن العلماء من زاد على ذلك، ونوضح لكم فيما يلي من هم دهاة العرب:

  • عمرو بن العاص: يتميز عمرو بذكائه الشديد في حل المشكلات.
  • معاوية بن أبي سفيان: يتميز معاوية بالصبر والتأني.
  •  المغيرة بن شعبة: كان المغيرة يجد حلول دائمًا للأمور العظيمة.
  •  زياد بن أبيه: قيل أنه كان يصاحب الصغير والكبير.
  •  من العلماء من قال أن قيس بن سعد وعبد الله بن بديل من دهاة العرب.
  •   كان يتميز قيس بالذكاء الشديد، والمكيدة في الحرب.
  • قيل عن عبد الله ذلك بسبب فصاحته في الخطابة، وكلامه الحسن.

اقرأ أيضاً: سيرة الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

دهاء عمرو بن العاص

يوجد الكثير من القصص التي تدل على ذكاء عمرو بن العاص، نعرض لكم فيما يلي واحدة منها:

  • يروى عن عمرو بن العاص وقت الحرب مع الرومان في مصر.
  • أن قائد حصن بابليون الروماني قد نصب له فخ.
  • إذا دعاه وقال أنه يريد أن يتفاوض معه.
  • لكنه في الحقيقة أمر رجاله أن يقوموا بإلقاء صخرة عليه أثناء خروجه من الحصن.
  • حيث أنه عندما انتهى اللقاء بين عمرو بن العاص والقائد الروماني.
  • خرج عمرو متجه إلى خارج الحصن لكنه أحس بحركات مربية تحدث فوق الأسوار.
  • إذ به يعود إلى داخل الحصن مرة أخرى بخطوات ثابتة وواثقة.
  • أخبر عمرو قائد الروم أنه يوجد معه مجموعة من أصحاب الرسول.
  • يريد أن يأتي بهم إليه لكي يسمعوا مثل ما سمع، ويكونوا على مثل أمره.
  • حينها وافق القائد الروماني على اقتراح عمرو بن العاص.
  • ظنًا منه أن عمرو بسذاجته أعطاه صفقة العمر.
  • زعم أنه عندما يأتي عمرو بكافة زعماء المسلمين وأفضل رجالهم.
  • أنه سوف يقتلهم جميعًا.
  • ثم أمر قائد الروم رجاله بتأجيل خطة قتل عمرو بن العاص.
  • في الصباح ثاني يوم رجع عمرو إلى الحصن قائدًا على رأس جيشه.
  • وحارب القائد الروماني ورجاله وفتح مصر.

اقرأ أيضاً: من هن زوجات الرسول ومن تكون أول زوجة له؟ 

دهاء معاوية بن أبي سفيان

يوجد الكثير من القصص في سيرة معاوية تدل الدهاء والتأني:

  • يذكر عباس محمود العقاد في كتابه (معاوية بن أبي سفيان).
  • أنه في يومٍ سأل معاوية صديقه عمرو.
  • قائلًا له: (يا عمرو، ما مبلغ دهائك؟).
  • فأجابه عمرو: (والله يا أمير المؤمنين، لا توجد مشكلة إلا وخرجت منها).
  •  فقال له معاوية: (أما أنا، فكان دهائي حرزا لي من أن أقع فيما يسوءني).
  • حيث يستخلص عباس محمود العقاد من هذه القصة.
  • أن ذكاء عمرو بن العاص كان بأنه أن يستطيع الخروج من أمر وقع فيه عندما يشعر بالخطر.
  • لأنه كان يثق بدهائه، ويعلم أن من طبيعته الإقدام المقترن بالعبقرية.
  • لكن ذكاء معاوية بن أبي سفيان كان بأنه لا يدخل نفسه في شيء يريد الخروج منه.
  • حيث أنه لا يُقبل على أمر لا يريد له أن يحدث.
  • لأنه كان يقتنع بأن القائد لابد له أن يقدر المواقف.
  • كذلك يحسب عواقب الأمور قبل أن يقدم على أي خطوة.

جواز الحيلة والدهاء في الإسلام

يتساءل البعض هل الحليلة جائزة في الإسلام، وهذا ما نوضحه لكم فيما يلي:

  • يقول القرطبي أن الحيلة جائزة في حالة أنها لم تخالف شريعة، ولا هدمت أصلاً.
  • على عكس أبي حنيفة الذي أجاز الحيلة وإن خالفت الأصول.
  • ومن المعروف أن الهزيمة في معركة الأحزاب كانت بالحيلة والدهاء، وليس بالسيف.

اقرأ أيضاً: من هو الخليفة الذي أدخل نظام الشرطة في الإسلام؟

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد عرضنا لكم فيه سبب تسمية دهاة العرب بهذا الاسم وما يدل على دهاء عمرو ومعاوية، حيث أن ذكاء عمرو كان في خروجه من الأشياء عند شعوره بالخطر، لكن ذكاء معاوية كان في أنه لا يدخل نفسه في الأمور التي لا يريد لها أن تحدث، ونأمل أن يكون ذلك المقال كان مفيد ونافع لكم.